Archive for April 2014

نزيف كلمات


on ,

No comments

نزيف كلمات

وما أنا غير كلماتٍ
مبعثرة
مشتتة
تنتظر حبر قلمك الذي
لا يزال يجفّ
وأنا أنزف
وأنزف

وأنزف ..

كتابٌ فارغ


No comments

كتابٌ فارغ

الحياةُ كُلّها ترهات بدونك
بدون كلماتك
وبصمتك
وكأنها كِتابٌ فارغٌ من الحروف
خالٍ من النغمات والتخيُّلات
ولكن بغِلافٍ ساحر ..



تراكُم


on ,

No comments

تراكُم


تتراكم الكلمات في حلقي
وتتزاحم
ثم يأكلني الإحباط
فأطبق أسناني لأقتل هذي الكلمات
وأصمُتْ
فلا جدوى ..

نصف واقع ونصف خيال


on , ,

No comments

نصف واقع ونصف خيال


رُفِعت أقلامهم ولكن لم يجفّ حبر قلمي وعجز عن التزحزح عن مكانه. وقف متسمّرًا، عاجزًا عن الكتابة وغير قادر على رفع نفسه في نفس الوقت. صمَت الجميع إلا أنا، ظلت كلماتي تتردد في جو الغرفة، لا أستطيع إرغامها على السكوت ولا أستطيع منع نفسي من التفكير.
أهرب إلى مكانٍ آخر، أنفض الكلمات عني. أستنشق هواءً مليئًا بالصمت، فراغات معبأة باللاشيء. أتمنى في لحظة ما أن أكون ذلك الشخص الذي رأيته وأنا في طريقي إلى فكرة تترامى تفاصيلها المرهقة على أطراف ذاكرتي، أتمنى أن أكون ذلك الشخص الذي يسير وفي أذنيه نغمات من الموسيقى التي تبعث له أفكار مؤلفيها، فيرحل من عالمه الثقيل المرهق إلى عالمٍ لا هو في الخيال ولا هو واقعي، نصف واقع ونصف خيال، أو العكس.
أتمنى أن أكون وألا أكون، أن أصبح إنسانًا بلا قيمة في أفكاره وبلا معنى في كلماته. أريد أن أترك المعاني ولو في فكرة واحدة (والفكرة بلا معنى بالتأكيد لن تكون فكرة) وأتحدث بما يفيض به قلبي وعقلي من الفراغ السحيق، حتى أتنفس الصعداء وأبدأ مرة أخرى طريقًا جديدًا كما لو  كنت بُعِثتُ من جديد.
لأموت من جديد؟
أيبعث المرء إذن من الموت إلى الموت ويعيش للموت؟

إذن أعطِني فكرة..

الجهلُ وطنْ


on ,

No comments


الجهلُ وطنْ


قاطعتني بكلمات كانت تتمتمها ثم أصرّت على اقتباس عبارة من عباراتها المفضلة التي قرأتها في كتابٍ ما لا تتذكر عنوانه. وإذا بها تنظر إليّ ثم تقول "الجهل وطنٌ والوعيُ منفى". لم أستوعب كيف كان لها أن تربط بين هذه الكلمات وبين ما كنا نتحدث عنه منذ البداية. ولكنّي لزمت الصمت برهة اعتقدت فيها أنني سأفهم أو أدرك شيئًا مما تعنيه. إلا أنني لم أفهم.
قاطعتُها أنا هذه المرة بأن وقفتُ فجأة بعد أن راودني شعور بالجهل فلم أدرِ ما إذا كان هذا هو مغزى العبارة هنا بالتحديد أم لا. شعرت وقتئذٍ بالجهل دون الوطن. ثم تركتها ومضيتُ نحو باب المنزل وخرجت وهي لا تزال جالسة كما هي، وكأن لها وطنًا غير وطني. أو كأنها عرفت كيف تجعل من الوعي والوطن مترادفان وليس نقيضان.
سرتُ إلى الخارج ثم بدأتُ أهروِل بلا سبب حتى وصلت إلى الشوارع الفسيحة ثم إلى الطرقات، وصولًا إلى أزقّتي المفضلة، تلك التي اعتدت السير فيها لأترك المساحة لأفكاري أن تتخلل جدرانها المتلاصقة الملطخة بما يسمّونه فنٌ وما هو إلا تعبير عن أفكار  مبعثرة غير منتظمة من أشخاص بيحثون هم أيضًا عن وطن. ولكنه وطنٌ مُعبأ بالجهل والخوف والفزع.. ويسمونه وطن.
سرتُ أترك لأفكاري المساحة الكافية لتُحوّل هذه الأزقة التي أكاد أستطيع السير فيها إلى شوارع متزاحمة بكلمات وعبارات، منها المترادف والمتناقض. أحدّث نفسي بكل كلمة تندرج تحت سماء الوطن والمنفى: غربة، استوطان، هجرة، هروب، لجوء، احتلال.. وأستمر في السير والوصول إلى سؤال ثم آخر ثم ثالث ورابع، ثم يبدأ تركيزي في التلاشي.
فأبدأ في حفظ بعض الأسئلة التي لن أعلم بعد هل سأجد لها إجابات أم لا.
ما هو الوطن؟ وما هي الغربة؟ هل الغربة والمنفى خطان متوازيان لا يلتقيان؟ أم هما الغربة والوطن؟ هل هناك كلمات دقيقة لوصف أيٍ من هذا أم هي مسألة نسبية لكل إنسان.
يرهقني التفكير. بل يستنزفني هذا النوع من الأفكار وتخور قواي من الخارج للداخل فتتحول الشوارع التي يهيأ لي أنها شوارع فسيحة إلى طرقات تضيق وتضيق حتى تعود إلى حالها الواقعي، أزقة.
أهرول مرة أخرى لأعود إلى شوارع فسيحة ولكن بدون أفكار. أتركني لأفقد الإدراك عن قصد لأنسى كل هذا وأعود إلى نقطة البداية عند.. عند ماذا؟ متى بدأت وإلى إين انتهيت أم أنني لم أنتهِ بعد. متى أكون قد أنهيت كل هذا؟ أعند وصولي إلى إجابات لجميع هذه الأسئلة أم أن القدر لا يفرض عليّ العثور عليها جميعًا في وقتٍ واحد. ولكن هل سيكون هذا نهاية العقلانية؟ بداية الجنون؟
هل معرفة معنى الوطن جنون؟ أم هو غربة؟
ثم تذكّرت. تبًا لهذه الذاكرة المؤلمة. تذكرتها. تركتها وهرولت دون أن أنطق بكلمة. ولكنني أجزم أنها أدركت مقصدي عندما فتحتُ الباب على مصراعيه وتركت كل شيء خلفي.
أتُراها أدركت جميع هذه الإجابات فكفّت عن النزول على الدرج مسرعة كذي قبل وعلمت معنى الوطن فانتفت أو نفت نفسها؟ أتُراها انعزلت لأنها تدرك ما هو الوطن فنفاها هو؟
عدتُ فوجدتُها كما هي. نظرت إليّ بابتسامة شاحبة ثم قالت
"لا تخبرني، يكفيني منفى واحد".