Archive for October 2013

Your Mother Tongue


on , , , , ,

4 comments

Words of your mother tongue always, somehow, sound far intense than a foreign language like this, for example. Writing about everyone suddenly seems almost impossible, writing about ordinary people and strangers seems to be like a battle you have to fight, let alone writing about the ones that trigger moments of insane heartbeats and endless stuttering of every word you used to know by heart. These people rest within the words of a foreign language only, not your own, because penning them down and releasing their being from inside of you is just as if someone were tearing at your soul, robbing your insides and leaving you empty, horribly hollow and weak and panicked and .. and everything. Insanity.
So you, then, start to write things down slowly, about something else, about life, only the life of other people, not yours, the lives of things, the lives of the ones you never even met. Your own language becomes a threat to you, and once you start losing your way it all crawls back at you back to the road of panic attacks and unknown phobias. Could you ever be phobic to your own language? I guess it happens with writers; we only need words that dig too deep and yet they kill us, then we choose silence that also kills us. You see, writers die either way, because both words and silence kill. They creep once they get the chance to, without the slightest bit of tenderness, without a bit of pity. They take everything along their conquering, like sweeping your mind and heart enjoyably. Defeat.
Then comes the foreign language, like now, like how I’m writing this without really wanting to but without any other choice not to. To write about you is my own little and poor hideout, in my own world and with my lonely words that could never transform themselves into Arabic to let you know that you, and you alone, led me to falling in love with my language yet not ever having the courage to write about you using its words and its beauty and its holy magic. I would have my hands shivering and my chest rising up and down in a pace, and I’d pant and pant as if I were about to meet you the next moment. Then I stop because it hurts, or it hurts so much that it doesn’t hurt anymore; and it’s crazy and cold at once.


I hope I can never write you in my own language. Don’t let me release you so that I wouldn’t imprison myself unwillingly. Please.





تذبذُب


on , , , ,

No comments

تذبذُب 




كتبتُ لصديقٍ في صباح خريفي مرة :
إليك وإليك فقط، يأتي الخريف ولا أستطيع إلا أن أتذكر أيامنا، عندما كُنت مبعث بهجتي ولوحة ألوان الطيف في عالمي الداخلي، في روحي، أتذكر ألوانك المجنونة وألوانك الرقيقة كل الرقة، ألوان روحك التي لوّنت بها روحي في عالم كان ينظر إلينا بأعينٍ لا لون ولا طعم ولا مزاج لها. ولكنني الآن أكتب بلوني الحياة والموت، فقد ماتت الألوان من بعد شحوب ألواننا معًا وبعد أن تغيّر كِلانا لشخص لا يستطيع هو نفسه أن يفهمه.
بعد رحيلك ورحيلي، بعد رحيلنا معًا تشكّلتْ في أعماقي نفسان لا أعرف أيًا منهما؛ بحثتُ في بادئ الأمر وأنا على يقين أن البحث الداخلي لا بُد أن يأتي بنتيجة ما ولو كانت سيئة وقبيحة. ولكنّي لم أجد لا هذا ولا ذاك. بحثتُ حتّى ذبُلت أطراف مشاعري كما لو كانت كأصابع أنهكها النبش في التراب. وعدتُ بعينين لا لون لهما بعد أن فشلت في العثور على لونٍ من ألواننا، لون طيفٍ من أطيافنا، لونٌ واحد. وجدتُ أنّي مليئة بالمعارك التي تدور بين إنسان وآخر، وأنا الثالث الذي هو ليس إلا أرض المعركة. وجدتني أغضب في أوقات حتى أصل إلى الحِنق بدون عُذر أختلقه أو مبرر يصلح، ثُم وجدتني في أحيانٍ أخرى هادئة كرياح الصيف التي تكاد تكون غير موجودة. وجدتُ أنني أستيقظ وعلى قلبي هموم وأحزان الدنيا التي أتت وتأتي بدون سابق إنذار وتُلقى عليّ كما لو كانت تقول لي "صباح الخير؟" ثم تضحك وتستطرد "لن تناليها" وعلى هذا أمضي بقية يومي الذي أتمنى أن ينتهي، فقط لأستيقظ في الصباح التالي بتفاؤل لا أعلم ماهيته ولا أعلم أسبابه حتى أنني أظنّ أنه لا يليق بي سعادة كهذه فأحاول العودة إلى الأمس ولكنني أحاول إقناع نفسي (أية نفسٍ منهما) أنني ربما أعاني من حالة تغيّر فجائي في شخصيتي فأتركني اليوم وأنتظر غدًا آخر. وأظل على هذا الحال يا صاحبي حتى يبتلعني الإرهاق والذبول ويكاد يُهيّأ لي أنني أعيش حالة أبدية من "انتظار الغد" ونسيان ما فيَ الآن.
أرهقني التذبذب يا صديقي، يقتلني هذا الإحساس الذي جاء بدون سابق إنذار أو تحذير. أكاد أجزم أنني أموت وأحيا على شخص آخر بشكل يومي: يقتلني شخصي الحزين ويجني عليّ شخصي الفرِح بالجنون البطيء. ألا يوجد زرٌ ما يعطيك مفرًا من واحدٍ منهما؟ ألا يوجد شيء ما، أي شيء، يحميك من استيقاظة الصباح التي كانت ساعتي المفضلة من اليوم، ببهجتها ودفئها وشمسها، ويسحبني من هذا التذبذب الذي سبب لي صداعًا قاتلًا لا يتركني يومًا.
أهي دوامة التذبذب التي تبتلعني داخلها أم هي ألوانٌ فقدتها في حياتي بعدك أحيَت كل كابوس يمكنه أن يسحبني للداخل ويقسمني نصفين لا أعرف كلاهما؟ أم هو رحيلك عنّي؟

هل لي أن أرى أطيافنا مرة أخرى؟ أم أنني قد أراك في هذه الدوامة يومًا ما ويعلم الله من سيلوّن الآخر مرة أخرى؟

ميتات في ظل حياة


2 comments


ميتات في ظل حياة




أموت في اليوم والليلة الواحدة عددًا لا يحصى من الميتات (إذا كان هذا تعبيرًا). أموت في الساعات المُبكّرة إذا لم أرَ الشمس تُشرق ككل صباح، وإذا أحسست أنها قاتمة موحشة حزينة بشكلٍ ما، إذا ظهر شعاعها هادئًا لا يستطيع تخلل أعماق أعماقي ويعجز عن محو أي عبوس يبدو على وجهي لأتحول أنا للشافي وأنا أُحدّثها بكل دفء، دفء جاء من داخلي مختزلًا منذ أشعة الأمس، وأقول لها "ما بكِ يا نور أرضي وكوكب سمائي؟". ثُم أترُكها على أملٍ أن تجدَ إجابتها في تلك الساعات القادمة. أموت إذا عبرت الطريق وظلّي يقف بجانب فقير على الرصيف لا أدري إن كان صادقًا  أم أنه ليس إلا أكذوبة أخرى من أكاذيب الزمان. ولكنّي لا أعلم إذا كان تجاهلي له يقتل إنسانيّتي أم أنه يحميني من كذبٍ وخداعٍ آخر يقطن في أعماق هذه الأرض الدامية. ثم أموت وأنا أعبر الطريق وأفكِر كَم من غريب عبره ولم يصل إلى الرصيف المقابل، وما لبثت أفكاره أن تناثرت على الأسفلت الميّت الذي يقتلها على الفور، وتظل تنزف داخليًا حتى تحيا في قلبٍ آخر، إذا كُتب لها أن تحيا.
أموت من حديث بجانبي عن الأزياء والملابس الجديدة والمسلسلات والأغاني الرومانسية والنقود الكثيرة التي لا تكفي للعيش أفضل حياة ولشراء ما نحتاجه وما لا نحتاجه وما نشتهيه ولكن لا نحتاجه ولكننا نشتريه ترفهًا ولهوًا ومضيعة للحياة وللفكرة، هذا إذا كانت الفكرة لا زالت حيّة. أستمع إلى هذا وأنا أقرأ كتابًا وأرى من حولي ينظرون بفضول غريب إلى الغلاف الخارجي وكأن الجميع يريد المزيد من المعرفة واقتناء أي كتاب يقرأه غريب يلتقونه مصادفة في محطات المترو وفي حافلات المدينة الكئيبة. وكأن القارئ أصبح "شيئًا" غير مألوف في هذه المدينة، وكأنه من الفضاء المجهول، وكأن كتابه سلاح يخيف الجميع ويُرهبهم بِلا سبب.
ثم أموت من فكرة وأحيا على أخرى، وأموت من كلمة وأحيا على صمتٍ قد يكون بداية لميتة أخرى، وأموت وأحيا حتى أكاد أصدق أنني أستمتع بهذه اللاحياة واللاموت في آنٍ واحد. وأعود إلى غرفتي في ليلةٍ ليلاء بعد أن ودّعت شمسي وهي تختفي من هذا العالم القرمزي الذي أضفى عليها قليلًا من لونه على الأفق وتركتْ القليل منه قبل سواد ليلٍ حالك. أستلقي على فراشي وأنتظر الميتة التي قد لا أصحو بعدها أبدًا، ثم يؤرقني سؤال قبل أن أغط في ميتتي الأخيرة لهذه الليلة: هل يموت العالم كل يومٍ عدد هذه الميتات مثلي؟ وهل سيموت من يراني أموت في يومٍ ما أم أنه سيأخذ من الحياة المزيد منها كي ينسى؟

ثم أنام، أو أموت .. 




اعترافات


on , , ,

No comments


اعترافات



تبدأ ليلتك بفتح جهازك الخاص والذي بات يحوي جميع أسرار حياتك منذ أول فكرة تفكر فيها صباحًا وحتى آخر أغنية تدندنها مساءً في طرقات منزلك وفي لحظات مختلفة من مزاجك. وبدلًا من أن تذهب إلى ورقة وقلم وتكتب اعترافاتك لنفسك، تأتي هنا وعلى هذه الصفحات القتيلة والتي ليس لها أي ملمس ناعم تحت يديك يعطيك دفئًا تحتاجه للبوح بما تهرّبت من قوله لنفسك لأيام أو أسابيع، أو ربما شهور. الهروب سهل والكسل أسهل.

تبدأ أصابعك في تحسس ملمس الحروف، وتنسى أنه لا ملمس لهذي أيضًا، فتبدأ بالكتابة آملًا أن تكون الكلمات رحيمة على مسامعك بعد سكبها على الورق بقصد أو بدون قصد.. ثم تبدأ اعترافاتك –

ينهال عليك وابل من الصواعق التي تفاجئك بأنك ككل من قابلتهم في حياتك واستخففت بهم. تكتشف أنك لا تنتمي للأشخاص المميزين بشيء ولا تمُت لهم بصِلة بل أنك أقل من العادي. تصبّ أفكارك على الورق فإذا بها كأفكار من يجلس بجانبك على مقعد الحافلة التي تقلّك إلى عملك في الصباح الباكر وأنت منهك من نوم البارحة، أو تذهب بك إلى منزلك قبل أن تسير مسافة عشرة دقائق لتصل إليه بعد أن تهبط بكامل جسدك في شوارع تتمنى أن تهرب منها ومن ضجيج أفكار المارة سواءً كانت أفكارًا منطوقة أم أفكارًا قمِعت للداخل. وتصعد سلّم منزلك بأفكار تركها غيرك على كل درجة من السلّم لتستلمها وفي ذهنك أنك خارق العادة بهذه التخيلات. ثم تضع مفتاح الباب في مكانه وتتحول لشخص آخر داخل سجن آخر خارج أعماقك، فأنت الآن في سجنين، بل ثلاثة، سجنك الداخلي الخاص ثم سجنك في شوارع مدينتك وسجنك داخل منزلك. تتحول إلى إنسان لا تعرفه حتى إنك تعجز عن التعرف على نفسك، تسقط على إنسانيتك ما يسحقها ثم يحوّلك إلى نوبة مخيفة من الغضب والحنق الذي لا تستطيع التعرف عليه وتبدأ في الشجار بسبب أو بدون سبب مع فرد من الأسرة، أي فرد، المهم أنه يجب أن يكون هناك شجار يحرر كبتك طوال اليوم في المعركة اليومية.. ولكن ليت هذا أيضًا يعطيك لحافًا من الطمأنينة ليلًا. حيث تأتي الحلقة الليلية المعتادة من إعصار اللومات وتأنيب الضمير ومحاسبة النفس، ولمَ لا، فوجود عقلك ليحاسبها هو فقط ما يبقيك على حافة الجنون، فقط هو. وتأتي الحقائق الواحدة تلو الأخرى لتعطيك جرعة من نوع "أنت عادي" أو "ما أنت إلا كذبة كأكاذيب الزمان". تبدأ في إحصاء أكاذيبك اليومية حتى تنسى العدد الصحيح وتنسى إذا كنت صادقًا في تلك العبارة أم أنك كنت ترضي بها نقاشًا لا فائدة منه أو تحاول متعاطفًا مع مُحدّثك في الطرف الآخر، إلا أنه كذب من قال إن الكذب أنواع.

أظنّ أن الثلاثين دقيقة قبل نومك هي الدقائق الوحيدة الخالصة المخلصة النقية الصافية من أية نوايا سيئة أو رياء أو شفقة أو أي فكرة مريضة من هذه الأفكار. كما أعتقد أنها الوحيدة التي قد تخرجك من يوم سيء لترحبا معًا بيوم قد يبدأ بالنوايا الحسنة أو بمحاولة واحدة بائسة لأن تكون إنسانًا أفضل مع نفسك ومع الآخرين، ومع ربّك قبل أي من هذين الاثنين.
ولكنني أؤمن كل الإيمان أن الظنّ الحسن والجميل في الله هو ما سيرشدك إلى طريق يخفف يومًا بيوم هذه الدقائق قبل أن تنام في طمأنينة وتتلحف بالسلام الداخلي.. فقط الله.

هرتلات


No comments

هرتلات

تدمير النفس من أسهل ما يمكن، فهو لا يتطلب تفكيرًا عميقًا ولا تمحيصًا أو دراسة للمسائل الحياتية الدنيوية للوصول إلى حلٍ لها؛ بينما يسهل على المرء اختيار طريق يتعاطف معه الجميع (أو على الأقل نسبة من المحبطين).. فصاحب القضية، وإن كنا سنسميها قضية من الأساس، لا يريد في الحقيقة إلا من يربّت على ظهره أو على كتفه بدون أية كلمات أو عبارات مبتذلة من أمثال "الحل بسيط" أو "لا تُعقّد الأمور" أو جميع هذه العبارات المستفزة التي تصل بالشخص إلى قرار الصمت الأبدي بدلًا من الاستخفاف بآلامه. لقد أيقنت وبعد زمن وسنوات طويلة من هذه المصارحات بين الأحبة، أن ملَكة التفهّم يصعب أن نجدها في الكثير من الناس هذه الأيام، وحتى مع أقرب المقربين لنا، إلا إذا كان الشخص قد تعرض لنفس الألم ولهذه الأوجاع في فترة ما، أو أنه من الأناس الذين يتمتعون بموهبة الصمت عند سماع ألم مقرب منهم، ولكن السماع لا يكفي.. الأذن لا تكفي، بل الحواس كلها لا تكفي. فماذا يكفي؟ لا شيء يكفي.
                                                                                                       


 ولكنني أؤمن أن تدمير النفس لا يجب أن يكون بهذا المعنى فقط، فلِم لا يكون لنا المقدرة على تدمير النفس لإعادة هيكلتها وتشكيلها من جديد؟ من منّا لا يؤمن بالبدايات في رأس العام الجديد أو في شهر رمضان أو في لحظة جلوس بعد صلاة خاشعة، من منّا لم يتمنى أن يبدأ من جديد ولكن بعد تدمير نهائي وسحيق لما هو عليه الآن، لينتقل شخصه الآن لشخصه في الماضي، كطريق يُلقي فيه ما لا يحتاجه من ماضيه ويرصّفه لشخصه الآتي. فيضع عليه قائمة من الصمت الجميل والكلمات المختارة بعناية والردود التي تأتي في موقعها وزمانها المناسب. يضع عليه الوقت بالساعة والدقيقة والثانية واللحظة وبطرفة العين ويجمّله بالتفاؤل والعبارات الشعرية اللبقة والكتب الأدبية التي تنمّي فيه روح الإنسانية رويدًا رويدًا حتى يصحو إنسانًا من جديد بعد أن قتل أشباه الإنسانية فيه. ثم يؤسس في مقدمة رؤياه النوايا والإخلاص ويتعلم كيف يصل إلى راحة البال في دنيا تخلو من أي سلام داخلي أو حتى خارجي. ثم يتعلم كيف يبني أفكارًا في عقله قبل أن تبني نفسه (الأمّارة بالسوء) أفكارًا قبله، أو أشباه أفكار إذا صحّ التعبير. وتبدأ الفجوة الداخلية في روحه تمتلئ بكل ما هو قادر على قتل الفراغ قتلًا لا هدوء ولاسلام فيه.
ويومًا ما سيتعلم أن الكلمات لا تصلح لمن لا يملكها، وسيصمت حتى يفرّ الصمت منه وينتقل إلى من لم يصارع نفسه بعد.