لماذا..السؤال


on ,

No comments


حُطامُ كُتب. حُطام كلمات. بقايا أحرف اندثرت في أعماقي. أشلاء معانٍ لم أستطع احتواءها معاً لتُشكّل لي معنى "من أنا". صفحات تُقلب بسرعة نبضات قلبي. صفحات مضطربة ساعة امتلاء ذهني بتشويش أجهلُ مصدره. انتفاضُ عروقي حين أسمع همساتي لكلمات كتابٍ بين يداي، حتى تكاد شراييني تنفجر كلما ارتفع صوتي أكثر. أشخاص وعبارات وألوان وسيناريوهات. أحداثٌ وتهيُّئات وهلوسات....ثُم صمت. لماذا كُل هذا؟ ألأنني فقدت إحساس الكلماتِ أم لأن الكلمات تاهت بين روحي وجسدي. أسطُرٌ تُلاحقني وأقلامٌ تدُسّ حبرها بين أناملي. لا أريدُ أن أكتب. هل بإمكاني الاحتفاظ بصمتي داخلي؟ قد تكون صفحاتي الفارغة سبباً في تغيير أُمة؛ لمَ لا تقتُل الصفحات الفارغة المُحدق بها إذا أمعن النظر مدة تزيد عن مقدرة روحه؟ ألا يُمكن أن يُصبح الكاتب عبقرياً بقدرته على ملء صفحات كتابه بأسطر صامتة؟
ليس بإمكاني أن أُخبرك أن كلماتي ستُغيرك، فما بالك بصمتي وهو الذي لا يفهمه من عاش بداخلي أعواماً قد نسيت عدّها. لكني لا أُريد أن أكتب. فالكتابةُ إحياء أمواتٍ ومعالجة ذكريات مهترئة وعبث بألفاظ لا تُكن للإحساس بشيء. الكتابة تقتل شعراءً وتسجن عباقرة، فقد صدق من قال أننا نُحب ما يقتلنا بل ونتلذذ به. الكتابة تاريخ ومستقبل وحضارة ودمار. الكلمات تحوي "صمت" ولكن أين هي منه؟ الكتابة سجن وحرية، حروبٌ وإنسانية، ارتقاء وجنون عقلية.
هي الحياة والموت.

فقل لي لماذا أكتب؟



Leave a Reply

Just say it.