قطعة أُحجية


on , ,

No comments

قطعة أُحجية

أصبحتُ كقِطع من الأحجية تُحرّكها يدٌ وتُعيدها أخرى، أتردد بين إصبعين لا أدري أين سأوضع ولا أعلم مآلي، وكأن وجودي لا يُكمل في شيئًا ولكنه يضيف للقصة فصلًا أو بابًا بدونه ينقص القصة حبكة ما، أو ينقص الصورة لونًا ما.
أهوي من قمة إلى قاع ثم أسقط على قطعة أخرى، أحاول الثبات في مكانٍ واحد لدقيقتين، ولكن مسار القصة يجب أن يكتمل عند نقطة ما، عندما يصبح غيابي عاملًا مؤثرًا بعدما يكون الأمل بداخلي قد بدأ يتبدد وتشحب الألوان على جسدي، لأصبح قطعة مهترئة رمادية كالهرِم الذي يلتقط أنفاسه الأخيرة ويحاول التشبث بالحياة قبل أن تبرق عيناه مرة أخيرة لحظة الزوال.
أمكث قليلًا بين يدي صاحبي ثم أنظر من مكاني فأدرك أنه لم يعد إلا أنا، وأرى أن الجميع اتّخذ مكانه فتحوّلت الصورة من أشلاء إلى تحفة فنية ما، وأصبح مكاني فيها هو ما سيُعطيها رونقها. ولكنني أشعر أنني بمجرد أن أُكملها سأفقد نفسي من الداخل، وكأن كمالها نقصاني وجمالها قبحي.
وكأنّ دوري سينتهي عند هذا التشابك مع بقية القطع من حولي.
وكأنني لاشيء.
وكأنّ الرحلة انتهت هاهنا.

فانتهيتُ معها.

Leave a Reply

Just say it.