رقصة في قاع الخيال


on ,

2 comments

رقصة في قاع الخيال

تصدح الموسيقى من جسدها دون توقف، فأتشبّث بها؛ من أنتِ؟ أقول. (تُذهِب موسيقاها عقلي دون إجابة)
تتوقف الموسيقى فجأة ويبدأ الحديث. لا أفهم الكلمات ولكني أحس بموسيقاها خلف كل مقطع، وكأنها لغة مألوفة ولكني فقدت معجمها في مكانٍ ما بداخلي، أو ربما قد سرقته هذه الفتاة التي كادت تهوي بي من حافة العقلانية في لمح البصر.
أحاول أن أفهم ما يحدث من حولي، ولكنني أغرق في محيطات اللاإدراك التي تسحبني كلّما رأيت وجوهًا جديدة في أماكنٍ جديدة، وبلغة لا أعرفها تحت شمسٍ لامتناهية الأشعة. فأُفاجأ بي أتقوقع مرة أخرى إلى الداخل وأرفض التفكير في ما ومن حولي. تنظر الفتاة إليّ كأنها تراني للمرة الأولى، ترى وجهي هادئًا شديد الهدوء بعد أن أذهبتْ عقلي في ثوانٍ معدودة.
"لا أريد هذا. لا أريد هذا. ليس هذا عالمي". أتمتم دون توقف. أتراجع قليلًا. ليس هذا حقيقيًا وإن كان. لا يجب أن أفكّر لحظة أخرى في ما حدث توًا. لا أريد.
لا أريد أن أتخيل للحظة أخرى  أنها تعرفني، أنها تبادلت معي الحديث في تلك اللحظات التي تمايلتُ فيها وتمايل الجميع من حولنا كسرب الطيور، في سماء موسيقاها نسمات الربيع.
أريد أن أظل في قوقعتي، ألا يعكّر أحدٌ عليّ صفائي من الداخل، ألا يصيبني أحدٌ بهشاشة فلا أستطيع العودة إلى عزلتي.
كنت أتمنى ألا يزعجني كل هذا. كنتُ أتمنى ألا تكوني في خيالاتي، حتى أهرب منك في أي وقتٍ أريد.
أو حتى ألجأ إليكِ في أوقات وحشتي.




الصورة صفحة من رواية "قمر على سمرقند" لمحمد المنسي قنديل، أخذت منها بعض الكلمات علّها تعطيني من الإلهام ما يكفي لأكتب..

2 comments

Leave a Reply

Just say it.