من لم يكن أنت


on , , ,

No comments


أسندت رأسي على أكثر وسائدي ليناً حتى لا تبعث بالإرهاق إلى أفكاري أو حتى لا يهرب ما في رأسي من ذكرياتٍ وأحلامٍ وتخيُلات. هل أفكر في إنسانيتي أم في غرور كينونتي؟ هل أحُل ضعفي أم قوّتي؟ ألم يقولوا لنا أن القوة هي عكس الضعف؟ فلماذا يبدو في أن ضعفي أقوى من قوّتي؟ أم أن قوّتي لا تكونُ إلا نتيجة ضعفٍ لا مفرّ منه إلا بالتظاهر بالقوة؟ ألم تكن أحلامي ذات ليلةٍ أمامي كالسراب؟ فلمَ ذهبت ولم يبقَ حتى السراب؟ أم هي وسادتي التي تتشبّع بكل ما أستطيع الحلم به. أيكونَ الحلُّ ألا أغفو أو أن أنسى مفهوم النوم؟ أحياناً تستيقظ في الصباح دون أن تذكر ما كان يشغل ليلك قبل حلول العتمة في عينيك. قد تكون هذه أفكارٌ تودّ الهروب منها فقط. أو قد تكون تناسيت فهُيّء لك أنها باتت في عداد النسيان. قد تكون هذه أفكار ليلة سابقة لها، أو ليلة لم تحدث أبداً. قد لا تكون أنت أنت، ولا أفكارك في رأسك. وأحياناً تستيقظ لتكمل النوم ظانّاً أنه كان الحقيقة وأن استيقاظك كان حلمك. قد تكون ألف شيء، وقد لا تكون مليوناً. هل تفنى دون أن تحاول أن تكون ما لم تكن من قبل؟ هل تستسلم لما هو أنت خوفاً مما ليس أنت حتى لا تضلّ في منتصف الطريق ولا تدرك من تكون ومن كنت؟ هل يدفعك الخوف إلى الموت داخلك فتُفضل الخوف من الحياة على الحياة مع الخوف؟ هل تُفضّل موتاً عادياً أم أن موتك بشخصية "تحاول أن تكون" هو موتك النبيل في حد ذاته؟ من أنت لتتمسك بمن تكون على أية حال؟

Leave a Reply

Just say it.